السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني أخواتي ألأعضاء وأنا أبحث عن سبب عقوق بعض ألأبنا بوالديهم وجدت هذه القصه ألمؤلمه
وألتي فيها من الدروس والعبرما يجعلنا نفكر كيف نبرأبناؤنا حتى نجني برهم بناء -
وهلء رح أترك لكم ما قرأة لتقرؤوه وتشاركوني بأرئكم وردودكم -- ولكم مني كل الشكر
بين برّ الآباء..و برّ الأبناء
تقول إحدى الأخوات عندما ذهبت لزيارة دار المسنين في إحدى المناطق ، وجدت امرأة لها سبع سنين وهي في دار المسنين تشتكي وتقول : كنت مريضة بالسُكَّر، ثم أُصبتُ بِغرْغرينا في ساقي حتى قرَّر الأطباء أن تُقطع ساقي ، فلما خرجتُ مع ولدي إلى البيت ، ومكثتُ عنده أيام ، وأحسستُ أنني أصبحتُ عالة عليهم ، لم تتحملني زوجته ، حتى وصل به الحال أن رماني في المستودع لكي أنام مع الخادمة ..
تقول هذه الأم : والله لقد كنتُ أنام مع الفئران والحشرات ، مرَّت الأيام فلم أتحمَّل ، طلبتُ منه أن يُغير لي هذا الحال ، فكان يقول لي : لا يوجد عندي أفضل من هذه الحال ، حتى عطفتْ عليَّ جارتي فأخذتني وجعلتْ لي غرفة في بيتها ، فمكثتُ عندهم أسابيع ، حتى بدأ ابني يُهدِّدهم ويُشاكيهم خوفاً على سُمعته وفضيحته من أهل الحي ..
أخرجني من عندهم وهو يقول لي : سأضعك في مكان أفضل ..
تقول الأم : فوجدتُ نفسي في هذه الدَّار، سبع سنوات ولم يُحدِّث نفسه بالزيارة ولا بالاتصال ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تعمدت أن أستهل الموضوع بهذه القصة التي تحكي معاناة أم .. فكل من يسمعها تصيبه الغصة لحالها مرددا حسبنا الله ونعم الوكيل..وغيرها الكثير من الحالات المخزية لتعامل الأبناء مع آبائهم والتي تصور الفجوة الواسعة بين الآباء والأبناء فمنهم من ضرب أبيه ومنهم من ألقى بأمه أمام أكوام الزبالة !
ترى.. ما الذي يجعل هؤلاء الأبناء يزهدون في الأجر العظيم بحيث يتخلون عن رعاية آبائهم بإلقائهم في أبعد مركز لرعاية المسنين؟؟ .. ناهيك عن حالات القتل التي تشهدها صفحات الجرائم ..؟
لست هنا بصدد الدعوة إلى بر الوالدين والإحسان إليهما .. فكلنا يعلم أن الإحسان إلى الوالدين جاء مقرونا بعبادة الله وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك..
قال تعالى:” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ”.
وإنما أردت أن أبحث معكم في الأسباب المؤدية إلى عقوق الوالدين..
تكررت كلمة البر في القرآن الكريم في مواضع كثيرة حاملة معاني متعددة أي أنها ليست مقتصرة على الوالدين فقط فهي كلمة جامعة للفضائل .. لذلك اسمحوا لي بأن استخدم مصطلح “بر الأبناء” ..لما للأبناء من حق على آبائهم ..كيف لا، وهم هبة الله التي أودعها للآباء وجعلهم مسئولون عنها أمام الله يوم القيامة حيث قال صلى الله عليه وسلم : “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ….”.
فقضية “بر الأبناء” قد يغفل الكثيرين عنها أو قد لا تعطى الأهمية الكافية بقدر ما نسمع عن المناداة ببر الوالدين ..متناسين أن علاقة الأبناء بالآباء عبارة عن سلسلة متصلة فكلاهما نتاج لعمل الآخر !
قد يكون السبب في هذا هو التسليم إلى أن الاهتمام بالأبناء مسألة فطرية أكثر من كونها واجبا !
وقد يكون السبب هو جهل بعض الآباء لأسس التربية السليمة معتقدين أنها مقتصرة على المأكل والملبس والمسكن متجاهلين الحاجات العاطفية والنفسية والعقلية والجسدية التي يحتاجها الأبناء والتي وصى بها ديننا الحنيف.
وقد يرجع التشديد على بر الوالدين أكثر من “بر الأبناء” لكون بر الوالدين ردّا للجميل – حتى لو كان هذا الجميل قاصرا- وهو ما تستثقله النفس من طاعة وإحسان خاصة في الكِبر لذلك كان التركيز عليه أكثر بفرض العقوبات في الدنيا قبل الآخرة ..
ولكن،،كيف يطالب الناس بحقوقهم قبل أن يؤدوا واجباتهم !
فمثلا الأب الذي يغيب طوال اليوم عن بيته وأولاده بحجة التأمين المادي للأسرة فيعود ومكسبه حرام!
والأب الذي يتعامل مع أبنائه بقسوة مَرضية بحجة التأديب !
والأم التي تحرم طفلها حقه في الرضاعة لأسباب واهيه وتعتمد اعتمادا كليا على الخادمة تطعمه وتلبسه وتلاعبه !
أنّا لهم أن يجدوا البر عند الكبر ! قد تكون أسباب بسيطة وقد يظنها البعض تافهة إلا أن هذا التقصير وغيره من قبل الآباء يعطي الأبناء العذر بأن يسمحوا لأنفسهم أن ينتقموا منهم متى ما سنحت الفرصة !
فحتى يطيب العطاء يجب أن يطيب الغرس..أنا لا أطالب الأبناء أن يعقّوا آباءهم فهذا بالطبع لا يُسقط واجب الأبناء تجاه آبائهم .. ولكنه يُسقط حق الآباء عند الله في تقصيرهم في أداء واجبهم تجاه أبنائهم.
فيا أيها الآباء: بروا أبناءكم صغارا يبروكم كبارا .. فالجزاء من جنس العمل !
واختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
“اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم” رواه الطبراني
أتمنى أن أكون قد قدمت لكم ما هوى مفيد // بعد غيابي الفتره السابقه
أرجو من الجميع أن لا يبخلوا علي بردودهم وأرائهم لان الموضوع مهم جدا في حياة كل
أم وأب يرجون بر أبنائهم // تحياتي للجميع